رغم خطورتها.. سكة قطار تصبح وجهة "السيلفي" المفضلة بفيتنام
بينما يمكن لمحاولات ملتقطي صور "السيلفي" بأخذ الصورة المثالية أن تزعج السكان المحليين بسبب اعتراضهم للأرصفة، هناك مشكلةٌ أكبر في هانوي، إذ لا تزال سكك القطار فيها، والتي بنيت من قبل المستعمرين الفرنسيين، تعمل إلى اليوم.
ويعني ذلك أن السكان المحليين والزوار على حدٍ سواء يمكن أن يخاطروا بحياتهم إن لم يتوخوا الحذر أثناء الوقوف أو عبور المسارات.
ولذلك، يقوم العديد من السكان المحليين، والذين يعرفون جداول القطار عن ظهر قلب، بتنبيه المصورين الزائرين.
وتحدثت مستخدمة لموقع "إنستغرام"، كريستابل، عن رحلتها لـ"شارع القطار" حيث أنها نشرت العديد من الصور في 29 أكتوبر/ تشرين الأول، قائلةً: "كان المحليون في غاية اللطافة، وقاموا بذكر مواقيت القطار عندما مررنا بهم".
ويبين مسح سريع لوسائل التواصل الاجتماعي صوراً للزوار وهم يجلسون، ويركضون، ويقفزون، ويرقصون على طول سكك القطار. وتبين القليل من الصور فقط القطار نفسه وهو يمر.
وقال الكاتب ومدرب الكتابة المقيم في فيتنام، دايف فوكس، إنه شاهد أماكن يراودها المحليون فقط، مثل "شارع القطار"، تصبح مكتظة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
وزار الكاتب الشارع لأول مرة في عام 2010، وهو يشعر بالحزن لكون المكان "يداس عليه" من قبل السياح.
وسمع فوكس في الآونة الأخيرة قصصا عن سائحين قاموا بعمل لعبة تتضمن الوقوف على مسارات القطار لأطول فترة ممكنة ثم القفز بعيداً عندما يأتي القطار أثناء استخدامهم للكاميرا.
وقال فوكس: "إن السياحة المفرطة هي كلمة جديدة تستخدم لوصف أمرٍ أصبح يحدث لفترة طويلة".
ولكن لا تكمن المشكلة في التقاط صور "السيلفي"، بل إنها تكمن بما يصفه فوكس بتصوير "الاندفاع والانتزاع"، أي التقاط صورة لشخص محلي ثم الانطلاق لنقطة جذب أخرى. وقال الكاتب بشأن ذلك: "لا مشكلة في التقاط صور الأشخاص إن قمت بالسؤال في البداية، ومعظم الأشخاص في فيتنام لطيفون. ويجب أن تعامل الأشخاص كبشر، وليس كأنهم أشياء في متحف".
وفي حين يتفهم المحليون الذين يعيشون على طول "شارع القطار" مجيء الأشخاص من شتى أنحاء العالم من أجل التقاط الصور، ليست لكل وجهة الموقف ذاته.
وتعاني وجهات السفر الشعبية في شتى أنحاء العالم، من البندقية إلى نيو أورلينز، بسبب محاولتهم في التعامل مع السياحة المفرطة.